في لبنان: النظام الطائفي يؤدي لإنتاج الفساد والدمار

يا للوقاحة، الأحوال مزرية وأوجاع الناس لا تطاق. ولا يرتدع المتسلطون على رقاب العباد والبلاد. فها هم يحاولون عبر مشروع الموازنة ابراء ذمتهم سلفاً. ويتحدثون عن انتخابات لتجديد شرعيتهم. يا جماعة ، النظام الطائفي « مكربج عالآخر ». وهو غير قابل للتفعيل ما عدا انتاج الفساد والدمار. مع ذلك يصرّون دائماً على قانون انتخابي يقتل فكرة المواطنية عند اللبنانيين

دعوني أذكركم أن العلّة تكمن في النظام الطائفي الذي عبر القانون الانتخابي ينتج قوى سياسية، وقد أ ثبتت أحزاب الطوائف عجزها على تقديم الحلول. وهي لا تتقن سوى المحاصصة الفئوية، وتعتمد سياسة مقصودة من التنصل والتعطيل أدّت في المرحلة الأخيرة إلى تعاظم الخسارة المالية والاقتصادية والاجتماعية.
برأيي أن الصدمة الايجابية الوحيدة التي تعيد الثقة للبنانيين هي بتغيير قواعد اللعبة السياسية، عبر اشراف جدي على اجراء انتخابات وفق قانون انتخابي جديد، يتنج مجلساً للشيوخ ومجلس للنواب خارج القيد الطائفي. فالقفز إلى قيام دولة المواطن يلبي الصرخات الصادقة لمن شاركوا في إنتفاضة 17 تشرين 2019 . ويصلح قانون الانتخاب أن يشكل علامة تميّز التغييريين عن مدعي التغيير.

ثمة من قد يقول قضي الأمر، ولا مجال إلا خوض المعارك الانتخابية على أساس القانون الحالي على علّاته. لا اعتقد ذلك، لكن لنفترض، عندها، أقول لا حول ولا قوة لهذا الوطن المنهوب والمنكوب

écrit le 9 novembre 2021, repris sur le site https://www.akhbarboom.com/archives/128807