دخلت في عزلة شبه صوفية. فأنا اليوم متقاعد ينشد العيش بسلام. لم يكن انكفائي نتيجة خيار حرّ ، بل فرضته ظروفٌ من بينها تقدم العمر. واليوم تيقنت خسارتي الكاملة للأحلام الوردية إذ كان الظن عند أبناء جيلي، أن تحقيق الآمال يكون على مرمى نضالٍ لمرحلة من الزمن. وأننا  سننتصر، لكن خدعتنا الشعارات  السياسية الكبرى البرّاقة، واستفقنا على واقع أليم

وهكذا « طلبت المستقرَ بكل أرضٍ … فلم أرَ لي بأرضٍ مستقرا
لجأت الى عالم الكتب فوجدت نفسي داخل غابة، لكن وقعت في فتنة الكلمات… أنهل منها .. أسكبها على هواي
وصرت في وحشتي أرمي الكلام وأصوغ الخواطر، أخلطها بما هبّ ودبّ من الذكريات، علّ خلطةً تأتي لتداوي جروح الأيام

كانت الكتابة تخيفني، أهرع اليها مرّة وأهرب منها مرات. كنت أخشى افتضاح ذاتي القلقة عند اصطدامها بالمواجع الدفينة
منّ عرف وجهي المهني السابق سأل مستغرباً: لماذا يدخل الغابة الغنية بالطواويس والزواحف، ألم يعلم ان الداخل اليها مفقود؟ هذا السائل كان يضعني في قالب جاهز، صنّفني على هواه، لم يفهم حقيقتي… فأحسّست بظلم كبير. وكان لسان حالي يهمس لي، اصبر على ما يقول واهجره هجراً جميلا 
الكتابة عندي هي تعبير عن محاولات تنقلُ الافكار من ضفةٍ الى ضفة، تلبسُ الثوب المناسب… وفق المناسبة. وهي بالضرورة متعددة الأشكال
وابتدا المشوار … فأخذت في رصف الكلامات واملاء المعاني غير آبهٍ أن الكثير منه لن يُقرأ أو سيموت قبل الولادة